×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبةٌ لا شك قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]) فهو أحب إلينا من كل أحدٍ ولكن المحبة لا تسوِّغ إقامة البدع، ويقال أن هذه محبة للرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الرسول لا يرضى بهذا، وقد نهى عنه ومن خالف الرسول فقد أغضبه وقد أبغضه؛ لأنه لو كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لاتبعه وترك ما نهى عنه، الذي يحب الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه فإذا فعل ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا دليلٌ على أنه لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحب ما يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، هل هم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي والصحابة؟ لا والله. لا أحد يحب الرسول أكثر مما يحبه الخلفاء الراشدون وصحابته الأكرمون ولم يقيموا احتفالاً في يوم مولده صلى الله عليه وسلم ومضت القرون الأربعة القرن الأول، القرن الثاني، القرن الثالث، القرن الرابع، من قرون الإسلام ولم يحدث أن يقام للرسول صلى الله عليه وسلم احتفالٌ بمولده وإنما حدث هذا في بعد المائة الرابعة أحدثه الشيعة الفاطميون لما استولوا على بعض بلاد المسلمين أحدثوا هذه المواليد وقلدهم من قلدهم من جهلة المسلمين وظنوا أن هذا وفاءٌ بحق الرسول صلى الله عليه وسلم وتشبهوا بالنصارى الذين يحتفلون بميلاد المسيح حتى قال بعضهم: إذا كان النصارى يحتفلون بمولد المسيح ألا نحتفل بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أفضل من المسيح! فنقول احتفال النصارى بدعةٌ لم يشرعها المسيح: ﴿وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ [المائدة: 72]، ﴿مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (14)، ومسلم رقم (44).