- يعتقد بعض الحجاج أنه لا
بد في الوقوف بعرفة من رؤية جبل الرحمة أو الذهاب إليه والصعود عليه، فيكلفون
أنفسهم عنتًا ومشقةً شديدةً، ويتعرضون لأخطارٍ عظيمةٍ من أجل الحصول علي ذلك. وهذا
كله غير مطلوبٍ منهم وإنما المطلوب وجودهم في عرفة في أي مكانٍ منها لقوله صلى
الله عليه وسلم: «وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوَاقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ
عُرَنَةَ» ([1])سواءٌ رأوا الجبل أو لم يروه، ومنهم من يستقبل الجبل في الدعاء والمشروع
استقبال الكعبة.
3- بعض الحجاج ينصرفون ويخرجون من عرفة قبل غروب الشمس وهذا لا يجوز لهم؛
لأن وقت الانصراف محددٌ بغروب الشمس، فمن خرج من عرفة قبله ولم يرجع إليها فقد ترك
واجبًا من واجبات الحج ويلزمه به دمٌ مع التوبة إلي الله؛ لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم مازال واقفًا بعرفة حتى غروب الشمس، وقد قال: «خُذُوا عَنِّي
مَنَاسِكَكُمْ» ([2]).
· خامسًا:
في مزدلفة:
المطلوب من الحاج إذا وصل إلى مزدلفة أن يصلي المغرب والعشاء جمعًا ويبيت فيها فيصلى بها الفجر ويدعو إلى قبيل طلوع الشمس. ثم ينصرف إلى مِنَى، ويجوز لأهل الأعذار خاصةً النساء وكبار السن والأطفال ومن يقوم بتولي شئونهم الانصراف بعد منتصف الليل، ولكن يحصل من بعض الحجاج أخطاءٌ في هذا النسك: فبعضهم لا يتأكد من حدود مزدلفة ويبيت خارجها، وبعضهم يخرج منها قبل
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (3012)، وأحمد رقم (16751).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد