×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

وبيّنتُ بَعضَ حِكْمـة الشَّرعِ في مجانَبةِ الكفّارِ من الكتابيّينَ والأميِّينَ، ومـا جاءت به الشريعة من مخالفة أهل الكتاب والأعاجم.

*****

والحكمةُ التي أرادَها الشرع في مجانبةِ الكفار، ومجانبة أصحاب الجحيم أن يَحذَر المسلمون من تقليدِ الكفارِ والتشبُّه بهم، حتى يتميّزوا بدينهم، لئلا يَتَسلَّل شيٌ من باطلهم إلى ديننا، وسواء كان هذا الشيءُ من عَقائِدهم المنحرفة كالإشراك والكُفر والبدِع، أو من عاداتهم وما أحدَثُوه من الأعيادِ والاحتفالات والسُّلوكيات، فمجانبةُ الكفارُ ومخالفتهم فيه حماية للدين، ووقاية للمسلمين من تقليد أفعال الطّائفتين اليهود والنصارى - وكلاهما أهل كتاب، فاليهود عندهم التوراة، والنصارى عندهم الإنجيل - الذين حرَّفوا وغيَّروا وبدَّلوا، ثم إنَّ الكتابَيْن قد نُسخا بالقرآن، فالواجب اتّباع القرآن والتمسُّك به، ومجانبة اليهودِ والنَّصارى في دِينهم وعقيدتِهم.

ولا بدَّ كذلك من مجانبةِ فعلِ الكفار الأُميِّين، وهم الذين ليس لهم كتاب، كعبّـادِ الأوثان، وغيرهم؛ لأنَّنا منهيّون عن التشبّه بالطوائف الثلاث، وأضف إليهم طائفة رابعة: كفار الأعاجم كما سيأتي بيان ذلك.

والأعاجم: جَمع أَعْجَم، وهو الذي ليس عَربيًّا، ولا ينطق اللَّغة العربية. فمخالفة الأعاجم جاءت بها الشريعة كما هي مخالفةُ الطوائف السالفة الذكر.


الشرح