والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ
ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ
يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] ﴿يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦ﴾ أي: أمر الرسول صلى
الله عليه وسلم؛ لأنَّ السياق يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿أَن
تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ﴾ أي: زيغٌ في القلوب ﴿أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ في الدنيا والآخرة،
بما يحُلُّ بهم من النكبات والمصائب.
فالذي يخالف قول
الرسول صلى الله عليه وسلم متعمّدًا، ويتعصب لرأيه أو لرأي غيره، فهذا يُتوقع له
إحدى عقوبتين: الزيغ في قلبه، أو عذاب في نفسه وماله، ولهذا قال أحمد: «أتدري ما
الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا ردَّ بعض قوله يقع في قلبه زيغ فيهلك».
هذه أقوال الأئمة،
يحذِّرون من اتّباعهم من غير معرفةِ أقوالهم وموافقتها للدليل، وأنها إذا كانت
مخالفة للدليل فإنها تردّ؛ لأنهم غير معصومين، يجوز عليهم الخطأ، والحكم في هذا هو
الكتاب والسنة: ﴿﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ِ﴾ [النساء: 59]
فالمؤمن يدور مع الحق.
وشيخنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وقد كان من أئمة الدعوة لا يتعصّب لمذهب الحنابلة، مع أنه مذهبه، ولكن إذا كان في المسألة دليلٌ عند غيره فإنه يأخذ بما قام عليه الدليل من أقوال الأئمة الآخرين ويترك الخطأ؛ لأنَّه لا يتعصّب لمذهب الإمام أحمد، وإنما يريد الحق مع الإمام أحمد أو مع غيره من الأئمة، وقد سار على طريقته هذه ذريته وأتباعه وتلاميذه جميعًا في هذه البلاد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد