قوله: «ما يُـفِرُّك»:
أي: ما الذي يجعلك تَفِرُّ، هل هو الذي جئت به؟ إنما جئت بلا إله إلاّ الله، وأنت
تُقِرُّ بلا إله إلاّ الله، فلا أحد يستطيع أن يقول: إنَّ هناك إلهًا حقًّا غير
الله، وإلاّ فالآلهة كثيرة، لكنَّها باطلة، والإله الحق إنما هو اللهُ سبحانه
وتعالى.
ثم إنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم أعطاه مهلة وتلطّف به حتى يراجع نفسه، ثم عاد إليه مرة ثانية
بالقولِ: «أيفِرُّك» أي: أَيَحْمِلُك على الفرار من رسول الله النداء بـ«الله
أكبر» لكلِّ صلاة، وهل تعلم شيئًا أكبر من الله عز وجل ؟ قال عدي: لا أكبر من
الله عز وجل.
وقوله: «فإنَّ اليهودَ
مغضوبٌ عليهم» والسبب في ذلك أنهم لم يعملوا بما عندهم من العلم الذي أعطاهم
الله إيّاه من خلال أنبيائهم والرسل الـذين بُعثوا إليهم، كيف وهم عندهم التَّوراة
التي فيها الهُدى والنُّور، إلاّ أنهم حرَّفوها وبدَّلوها ولم يعملوا بما فيها،
فغضب الله عليهم؛ لأنَّ من يَعلم ليس كمن لا يَعلم.
وقوله: «النصارى ضلاّل»
لأنهم يعبدون الله على جهل وضلال، ولا تُقبل العبادة إذا كانت على غير علم وعلى
غير بصيرة.
قوله: «فإني حَنيفٌ
مسلمٌ» الحنيف: هو الـمُقبلُ على الله الـمُعرضُ عمّا سواه، فهو رضي
الله عنه أعلن إسلامه بهذا القول.
وفي فعل النبيِّ مع
عَديٍّ فوائدُ عظيمةٌ، منها:
أولاً: العناية بالرؤساء ودعوتهم إلى الله؛ لأنهم إذا أسلموا هَدى الله على أيديهم خلقًا كثيرًا.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد