ثم الاختلاف
كله قد يكون في التنزيل والحروف، كما في حديث ابن مسعود، وقد يكون في التأويل كما
يحتمله حديث عبد الله بن عمرو، فإنَّ حديث عمرو بن شعيب يدلُّ على ذلك، إن كانت
هذه القصة.
قال أحمد في «المسند»:
حدَّثنا إسماعيلُ، حدَّثنا داودُ بنُ هندٍ، عن عمرو ابن شعيبٍ، عن أبيه، عن جده:
أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ
يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ:
«بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ
بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الأُْمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا،
إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ، انْظُرُوا الَّذِي أَمَرْتُكُمْ
بِهِ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ، فَانْتَهُوا» ([1])
****
الاختلاف قد يكون في الحروف، كما جاء في قصة ابن مسعود مع الرجل الـذي سمعه يقرأ قراءةً مخالفةً لقراءته، فلما عرضا قرائتيهما على النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كِلاَكُمَا مُحْسِنٌ» ([2]) فاختلاف الحروف يعني: اختلاف القراءات مع اتفاق المعنى وهذا لا يضر، فالنبي أمر أن يقرأ القرآن بهذه الحروف جميعها، مثل: ﴿يَعۡلَمُونَ﴾ و﴿تَعۡمَلُونَ﴾، و﴿ٱلصِّرَٰطَ﴾ و«الزراط» و«السراط»، وهذا كلّه من باب التيسير على الناس في القراءة، فأصل هذه الحروف هي لهجات كانت تتكلم بها العرب.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6845).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد