فإذا كانت
الشريعة قد جاءت بالنهَّي عن مشاركة الكفَّار بالمكان الذي حَلَّ بهم فيه العذاب،
فكيف بمشاركتهم في الأعمال التي يعملونها واستحقوا بها العذاب؟
فإنَّه إذا
قيل: هذا العمل الذي يعملونه لو تجرَّد عن مشابهتهم لم يكن محرَّمًا، ونحن لا نقصد
التَّشبُّه بهم فيه، فنفس الدخول إلى المكان ليس بمعصية لو تجرَّد عن كونه أثرهم،
ونحن لا نقصد التشبُّه بهم، بل المشاركة في العمل أقرب إلى اقتضاء العذاب من
الدُّخول إلى الدِّيار.
فإنَّ جميع ما
يعملونه مما ليس من أعمال المسلمين السابقين: إمَّا كُفر، وإمَّا معصية، وإمَّا
شِعار كُفر، أو شعار معصية، وإمَّا مظِنَّة للكُفر والمعصية، وإمَّا أن يُخاف أن
يجرَّ إلى المعصية، وما أحسب أحدًا ينازع في جميع هذا.
ولئن نازع فيه
فلا يمكنه أن ينازع في أنَّ المخالفة فيه أقرب إلى المخالفة في الكُفر والمعصية،
وأنَّ حصول هذه المصلحة في الأعمال أقربُ من حصولها في المكان.
ألا ترى أنَّ متابعة
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في أعمالهم أنفع وأولى من متابعتهم في
مساكنهم ورؤية آثارهم؟
****
قوله: «فإذا كانت الشريعة قد جاءت بالنهي عن مشاركة الكفار بالمكان الذي حل فيه العذاب...» أي: إذا كان قد نُهِيَ عن الأمكنة التي حلَّ فيها العذاب بالكفَّار أن يُصلَّى فيها أو أن يُستراح فيها،
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد