ثم هذا الذي
دلَّ عليه الكتاب من مشابهة بعض هذه الأمة للقرون الماضية في الدنيا وفي الدين،
وذمّ من يفعل ذلك، دلَّت عليه أيضًا سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأوَّل
هذه الآية على ذلك أصحابُه رضي الله عنهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «لَتَأْخُذُنَّ كَمَا أَخَذَتِ الأُْمَمُ مِنْ قَبْلَكُمْ
ذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَشِبْرًا بِشِبْرٍ، وَبَاعًا بِبَاعٍ، حَتَّى لَوْ أَنَّ
أَحَدَ مِنْ أُولَئِكَ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ»، قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمُ: ﴿كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ
أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم
بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ
وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي
ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [التوبة: 69] الآية،
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمَا صَنَعَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ وَأَهْلُ
الكِتَابِ؟ قَالَ: «فَهَل النَّاسُ إِلاَّ هُمْ» ([1]).
****
اللطف واللين في
الكلام والحكمة، فنحن كذلك بحاجة إلى الغلظة في بعض المواطن، كما قال الشاعر
المتنبي:
ووضع الندا في موضع
السيف بالعلا *** مضر كوضع السيف في موضع الندا
إذا أنت أكرمت
الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد