وليس الغرض هنا
تفصيل الأمور التي وقعت في الأُمة ممّا تضارع طريق المغضوب عليهم أو الضالّين، وإن
كان بعض ذلك قد يقع مغفورًا لصاحبه، إما لاجتهـاد أخطأ فيه، وإمّا لحسناتٍ محت
السيئات، أو غير ذلك، وإنما الغرض أن تتبيَّن ضرورة العبد وفاقته إلى هداية الصراط
المستقيم، وأن ينفتح لك بابٌ إلى معرفة الانحراف لتحذره.
****
الدين عما سواه؛
لأنَّ فيه الخير والحق والعدل والهدى، وهو ما ليس عند الأمم الأخرى، لا سيّما فارس
والروم فهم ليسوا بأهل كتاب، وإنما يعيشون على الجهل والضلال.
يقول الشيخ: ليس الغرض مما
ذكـرنا استقصاء كل ما عليه أهل الضلال والمغضوب عليهم والضالون من الانحرافـات،
هذا لا يُستقصى، فهو كثير، ولكن الغرض من هذا الكتاب هو رسم القاعدة والخطة التي
يسير عليها المؤمن في حياته، حتى يكون على الصراط المستقيم، ويكون مجانبًا لصراط
المغضوب عليهم والضالّين.
ثم نبَّه رحمه الله إلى أنَّ المتشبِّه بالمغضوب عليهم والضالّين والأمّيّين وأهل الجاهلية وفارس والروم، قد يكون مغفورًا له، إما لاجتهاده؛ لأنه لم يتعمّد المشابهة، فظنَّ أنَّ هذا شيءٌ مباح ولا حرج فيه، ولو علم ما فيه من الشر لتجنّبه، فهذا يُغفر له خطؤه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» ([1]). ثمَّ لما تبيّن له أنّه خطأ تركه، فإنَّ الله يغفر له ما سبق.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد