وساروا عليه، وهذه
هي طَبيعةُ البشر أنَّهم إذا تعوَّدوا أمرًا وإن كان سيئًا، ثم جاء من ينهاهم عنه
ويحذرهم منه فإنهم يستغربون منه ولا ينصاعون لمن ينهاهم عنه بسرعة، وإنما يحتاج
ذلك إلى لَئْيٍ وتَعبٍ، لذلك هم استغربوا رسالة الشيخ في النهي عن التشبه بالكفار لكونهم
أَلِفوا ذلك، وهذا ليس دليلاً على صحةِ فعلِهم وإن كان سبب تشبُّههم بالكفار، هو
ظنُّهم بهم أنهم على جانبٍ من الرقيّ والكمال، مع أنَّهم أحطُّ البشر فيما
يعتقدونه، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾[الأنفال: 55]، ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 6].
وقوله: «وتمسَّكوا في ذلك بعُمومـات مـن إطلاقـات اعتمدوا عليها» هذه هي علَّةُ أهل الضّلال، أنهم يتمسّكون بالمتشابه من الأدلة، فهم يأخـذون بالعموم، مع أنَّ العموم يخصَّص، ويأخـذون بالمطلق، مع أنَّ المطلق يُقيَّـد، ويأخـذون بالمنسوخ ولا يتنبهون للنـاسخ، فهم يأخذون طرفًا من الأدلّة ويتركونَ الطَرفَ الآخر، وهؤلاء حذّرنا الله منهم، فقال سبحانه: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ﴾ [آل عمران: 7].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد