ومنها: أنَّ
مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر، حتى يرتفع التمييز ظاهرًا بين
المهديين المرضيين، وبين المغضوب عليهم والضالّين، إلى غير ذلك من الأسباب
الحُكمية.
هذا إذا لم يكن
ذلك الهدي الظاهر إلاّ مباحًا محضًا لو تجرَّد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجبات
كفرهم، فإنه يكون شعبة من شعب الكفر، فموافقتهم فيـه موافقـةٌ في نوع من أنواع ضلالهم
ومعاصيهم، فهذا أصل ينبغي أن يُتفطن له. والله أعلم.
****
يعني: أنَّ من مفاسد
التشبُّه: أنَّ المتشبَّه بهم تذوب شخصيته فيهم، ويختلط بهم، فيزول التمايز بين
المسلم والكافر، والله جل وعلا أمر المسلمين بأن يعتزّوا بإسلامهم وبأمتهم، وأن
يكون لهم ظهور، قال تعالى: [وَأَنتُمُ
ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ
آل عمران: 139] وقال
تعالى:﴿ۚ وَلِلَّهِ
ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]
وقال أيضًا: ﴿أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا [النساء: 139] وقال سبحانه: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ
ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ
ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُُ﴾ [فاطر: 10].
يعني: لو أنَّ التشبّه
بالكفار كان في الأمور الـمُباحة فإنه ينبغي تركه، ابتعادًا عنهم، وأمّا إذا كان
التشبُّه بهم في الأمور الدينية، أو بشيء من بدعهم وضلالاتهم، فهذا محرَّمٌ لا
شكَّ فيه، وهو من أعظم أنواع التشبُّه المحرَّم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد