. فحذّرهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلقَّوْا أمر الله بما تلقّاه أهل الكتابين،
وأمرهم بالسّمع والطاعة، فشكر الله لهم ذلك، حتى رفع الله عنهم الآصار والأغلال
التي كانت على مَنْ كان قبلنا.
****
المقصود: أن هذا نوعٌ آخر من التشبّه
الذي نُهينا عنه، وهو أن اليهود والنصارى كانوا يتلقّون أوامر الله وأوامر رُسله
بالتثاقل والتباطؤ والاعتراضات الباردة، فأراد الله أن يمتحن هذه الأمّة في كيفيّة
تلقيها للأوامر، هل تكون مثل الأمم السابقة أو لا؟ فأنزل الله هذه الآية امتحانًا
لهم، وهي قوله تعالى: ﴿لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا
فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ فذكر الله أنه يحاسب العبد على ما يحدِّث به نفسه، ولو لم يعمل به، فشقّ
ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الصحابة كانوا يبادرون إلى
العمل بما جاء في القرآن والسُّنَّة، فإذا نزل عليهم شيء من أمر أو نهي امتثلوه،
ولكن لما نزلت عليهم هذه الآية شقّت عليهم؛ لأنّ أحدًا لا يسلم من التفكير والحديث
النفسي الذي في القلوب، وهذا شيءٌ يعرض لكلِّ أحد منا، فإذا كان الله سيحاسبهم
عليه فإنهم سيهلكون، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم مُشفقين، وجثوا على
الرُّكب وقالوا: كُلّفنا ما نُطيق فصبرنا، وإنها نزلت عليك آية لا نُطيقها، فلامهم
النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال: «أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ
مَنْ قَبْلَكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا. قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا».
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد