فوصف الله
سبحانه المنافقين بأنَّ بعضهم من بعض، وقال في المؤمنين: ﴿بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.
****
فالله هو الذي
يتولَّى السرائر، وأما نحن فلا نعلم البواطن، ولذلك قَبِل النبي صلى الله عليه
وسلم إيمان المنافقين؛ لأنَّ المقصود هو كفُّ شرِّهم، وأما الإيمان فهو بيد الله
يؤتيه من يشاء، والرسول لا يمنح الإيمان، قال سبحانه: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن
يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56] فإذا أظهروا
الإسلام وانكفَّ شرُّهم، وبقوا على كفرهم في الباطن، فهذا ضرَرُه عليهم.
قوله: «فأما الكافر -
وهو المظهر للكفر - فأمره بيِّن...». يعني: أنَّ الكافر أمره بيِّن وظاهر
وعداوته معلنة للجميع، وأما المنافق فهو المقصود هنا بالبيان لخطورة المنافقين على
المجتمع المسلم، لا سيما والمنافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ويعملون في
الخفاء للنيل من المسلمين، فصار خطرهم أشد من الكفار الأصليين؛ لأنَّ الكفار
الأصليين يعرفهم المسلمون، ويأخذون حذرهم منهم، أما المنافقون فالمسلمون ينخدعون
بهم؛ لأنهم يظهرون حبهم للمسلمين وحرصهم عليهم، وهم يكيدون لهم بالباطن، وينشرون
الشر والفتنة، ولذلك قال تعالى: ﴿هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ
يُؤۡفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4].
المقصود من هذا الكلام:
أنَّ صفات أهل النفاق الاعتقادي هي التي تُخاف على أهل القبلة، فالمؤمن لا يمكن أن
ينافق نفاقًا اعتقاديًّا أبدًا، وإنما قد يقع في النفاق العملي، وذلك إمّا بالكذب
في الحديث، أو إخلاف الوعد، أو الفجور في الخصومة، فهذه من صفات المنافقين النفاق
العملي.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد