ولهذا تجد غالب
هؤلاء لا يُطَيِّبون عيشَهم إلاّ بما يُزيل عقولهم، ويلهي قلوبهم، من تناول مسكرٍ،
أو رؤية مُلْهٍ أو سماع مطربٍ، ونحو ذلك.
****
أي: أنه مما يدلُّ
على أنَّ هؤلاء الكفار والمنافقين في همٍّ وكدر ومعيشة ضنك - رغم أنهم قد يملكون
أسباب الرفاهية - أنهم يتعاطون ما يريحهم من هذا الهمِّ والغمّ، بإذهاب عقولهم،
واشتغالهم بالـمُلهيات من طربٍ ومعصية، يقصدون بذلك الراحة مما هم فيه، فيتعاطون
المسكرات والمخدرات؛ لأجل أن يستريحوا من الهمّ، ويسمّونه الشراب الروحي؛ لأجل أن
يطردوا ما هم فيه من الهموم والأحزان، ولا يدرون أنَّ الراحة في ذكر الله عز وجل
وطاعته، فلَذَّة السماع إنما تكون بسماع ذكر الله عز وجل وتلاوة القرآن الكريم
الذي يغذّي الروح والبدن، ويقوّي النفس ويزيد الإيمان، فالكفار محرومون من هذا.
وقد يشتدّ بأحدهم
الفراغ الروحي، فيُقبِل على الانتحار، ليستريح بزعمه، ظانًّا أنه إذا مات استراح،
وما درى أن ما ينتظره أشد وأعظم -والعياذ بالله-.
وقد يحصل هذا لضعاف الإيمان من أهل الإسلام ممن ابتعدوا عن دينهم وارتكبوا المعاصي، فاسودَّت قلوبهم، يفرّون من واقعهم المحزن إلى تعاطي المحرمات أو الانتحار.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد