ولا يقال: فإذا
كان الكتاب والسُّنَّة قد دلاّ على وقوع ذلك، فما فائدة النهي عنه؟ لأنَّ الكتاب
والسُّنَّة أيضًا قد دَلَّا على أنه لا يزال في هـذه الأُمـة طائفة متمسّكةٌ بالحق
الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى قِيام الساعة، وأنها لا تجتمع على
ضلالة، ففي النهي عن ذلك تكثـير هذه الطائفة المنصورة وتثبيتهـا وزيادة إيمانها،
فنسأل الله المجيب أن يجعلنا منها.
****
للمسلم شخصية مستقلة تميِّزه عن غيره، فالله جل
وعلا يقول: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم
مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139].
قوله: «فعُلم أنَّ
مشابهة هذه الأمة..» يعني: كونه صلى الله عليه وسلم أخبر عن التشبّه
وحذَّر وكرَّر، فهذا يدلُّ على أنَّ التشبّه بالكفار شديد التحريم ولا يجوز، لأننا
إذا تشبّهنا بهم في الظاهر، فإننا سنتشبّه بهم في الباطن، ومشابهة الظاهر تدلُّ
على محبة في الباطن، أي: فلو كان يبغضهم ما تشبّه بهم.
هذا عَوْدٌ على ما سبق في الذين زعموا أنه لا فائدة من الأمر والنهي مع وجود القضاء والقدر، وأنَّه إذا كان الشيء مقدَّرًا فلا فائدة من النهي عنه، وهذا قول باطل، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن وقوع ذلك، كان هدفه تحذير أمته من الوقوع في التشبيه وأن لا نغتر بمن فعل ذلك، فلا يقال: ما فائدة النهي، ولأنه دلَّ الكتاب والسُّنَّة أنَّ هناك طائفة متمسّكة بالحق الذي بعث به محمدًا إلى قيام الساعة، فلنكن مع هذه الطائفة، وفي هذا النهي بشارة لهذه الطائفة الثابتة على الحق.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد