×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

وقال سبحانه لموسى وهارون: ﴿فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [يونس: 89]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَٰرُونَ ٱخۡلُفۡنِي فِي قَوۡمِي وَأَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِيلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ [الأعراف: 142] وقال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ َ [النساء: 115] إلى غير ذلك من الآيات.

****

  أمر الله موسى وهارون عليهما السلام بالاستقامة على كتاب الله، أي: التوراة، ونهاهما عن اتباع سبيل الذين لا يعلمون، وهذا يدل على أنَّ من خالف ما أنزل الله فهو جاهل، وإن ادَّعى العلم، والله جل وعلا يقول: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ [يونس: 32] فأي إنسان يأتي بشيءٍ يظن أنه خير، وهو في حقيقته مخالفٌ لما في كتاب الله، فإنه ضلال وشرّ، ولو كان يظن عكس ذلك، قال سبحانه: ﴿وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [يونس: 89]، وهذا منهجٌ يجب أن يسلكه المؤمنون في كلِّ زمانٍ ومكان، وهو التمسك بما أنزل الله، وترك سبيل المخالفين؛ لأنهم على ضلالٍ إن تركوا منهج الله واتبعوا غيره.

أما قوله: «﴿وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَٰرُونَ ٱخۡلُفۡنِي فِي قَوۡمِي وَأَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِيلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ» لـمّا أراد موسى عليه السلام أن يذهب إلى موعد الله حيث واعده أن يعطيه صحائف التوراة - كما قال سبحانه: ﴿وَوَٰعَدۡنَا مُوسَىٰ ثَلَٰثِينَ لَيۡلَةٗ وَأَتۡمَمۡنَٰهَا بِعَشۡرٖ فَتَمَّ مِيقَٰتُ رَبِّهِۦٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةٗۚ [الأعراف: 142] أوصى أخاه هارون، وهكذا ينبغي لوليِّ الأمر إذا أراد أن يترك رعيته 


الشرح