وقال سبحانه
لموسى وهارون: ﴿فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا
تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يونس: 89]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَٰرُونَ ٱخۡلُفۡنِي فِي قَوۡمِي وَأَصۡلِحۡ
وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِيلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [الأعراف: 142] وقال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ
وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ
جَهَنَّمَۖ َ﴾ [النساء: 115] إلى غير ذلك من الآيات.
****
أمر الله موسى وهارون عليهما السلام بالاستقامة
على كتاب الله، أي: التوراة، ونهاهما عن اتباع سبيل الذين لا يعلمون، وهذا يدل على
أنَّ من خالف ما أنزل الله فهو جاهل، وإن ادَّعى العلم، والله جل وعلا يقول: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ
إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾ [يونس: 32] فأي
إنسان يأتي بشيءٍ يظن أنه خير، وهو في حقيقته مخالفٌ لما في كتاب الله، فإنه ضلال
وشرّ، ولو كان يظن عكس ذلك، قال سبحانه: ﴿وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يونس: 89]، وهذا
منهجٌ يجب أن يسلكه المؤمنون في كلِّ زمانٍ ومكان، وهو التمسك بما أنزل الله، وترك
سبيل المخالفين؛ لأنهم على ضلالٍ إن تركوا منهج الله واتبعوا غيره.
أما قوله: «﴿وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ
هَٰرُونَ ٱخۡلُفۡنِي فِي قَوۡمِي وَأَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِيلَ
ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾» لـمّا أراد موسى عليه السلام أن يذهب إلى موعد الله حيث واعده أن يعطيه
صحائف التوراة - كما قال سبحانه: ﴿وَوَٰعَدۡنَا مُوسَىٰ ثَلَٰثِينَ لَيۡلَةٗ وَأَتۡمَمۡنَٰهَا بِعَشۡرٖ فَتَمَّ مِيقَٰتُ رَبِّهِۦٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةٗۚ﴾ [الأعراف: 142] أوصى أخاه هارون، وهكذا ينبغي لوليِّ الأمر إذا أراد أن
يترك رعيته
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد