والحديث
المشهور في الحِجْر يوافق هذا، فإنه إذا كان قد نهى عن الدخول إلى أرض العذاب، دخل
في ذلك الصلاة وغيرها من باب أَولى، ويوافق ذلك قولُه سبحـانه عن مسجـد الضرار: ﴿لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا﴾ [التوبة: 108] فإنه كان من أمكنة العذاب.
****
يعني: ما جاء من النهي عن الصلاة
في أرض بابل يوافق النهي عن دخول أرض الحِجر - وهي ديار ثمود - صحيح أنه لم يَنْهَ
عن الصلاة فيها، لكن النهي عن الدخول يشمل النهي عن الصلاة فيها من باب أَولى،
فإذا دخلها ليصلي فيها فإنه يكون أشدَّ إثمًا من مجرد الدخول.
وقوله: «ويوافق قوله
سبحانه عن مسجد الضرار...» لأنَّ هذا المسجد إنما أقيم لمعصية الله ولمضارة
أهل مسجد قباء، فأُمِر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعدم الصلاة فيه، وهذا يوافق
علّة عدم الصلاة في أرض بابل والحجر، وهذا شاهد واضح في أنّ آثار وأراضي الكفر
الخاصة بهم لا يُصلَّى فيها.
وقصَّة مسجد الضِّرار: أنَّ جماعة من المنافقين بقيادة أبي عامر الفاسق الذي اغتاظ من بعثة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعاداه وسبّه ثم ذهب إلى الشام ليؤلِّب عليه، ثم كتب لأصحابه المنافقين في المدينة أن يبنوا له بناءً ومكانًا للاجتماع فيه من أجل التشاور والتخطيط ضدَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليجعلوه مركزًا لهم ينطلقون منه ويكيدون للإسلام والمسلمين، ولكنهم أظهروا خلاف ما يبطنون فسَّموه مسجدًا، وقالوا: إنما أقمناه من أجل أن يصلِّي فيه الضَّعيف والعاجز ويصلى فيه في الليلة الشَّاتية والمطيرة.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد