وقال أحمد:
حدثنا أبو معاوية، حدثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه
قال: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ
يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا تَفَقَّأَ فِي وَجْهِهِ
الرُّمَّان مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَكُمْ تَضْرِبُونَ
كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ بِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» قَالَ:
فَمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ
أَشْهَدْهُ، بِمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَنِّي لَمْ أَشْهَدْهُ
([1]). هذا
حديث محفوظ عن عمرو بن شعيب رواه عن الناس، ورواه ابن ماجه في «سننه» من حديث أبي
معاوية كما سقناه ([2]).
****
المقصود من هذا الحديث - كما سبق بيانه-:
أنَّ ناسًا تكلَّموا في القدَر: إذا كان الله قد قدَّر لنا المصير إلى الجنة أو
النار، فلماذا العمل؟ فإنه لن يحصل إلاّ ما قُدّر لنا فعله، وهنا غضب النبي صلى
الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، فهذا فيه دليل على الغضب عند إنكار المنكر، ولا سيما
المنكر الذي يتعلق بكتاب الله سبحانه، ولأنَّ هذا الذي قالوا إنما هو قولٌ على
الله بغير علم، وضَربٌ لكتاب الله بعضه ببعض، أو أخذٌ لبعضه وترك للبعض الآخر،
فإنَّ المطلوب منا هو العمل وعندنا قدرة عليه، وليس المطلوب منا البحث في القدَر
وتوهُّم التعارض بينه وبين الشرع.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6668).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد