وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ
مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105] وهم اليهود والنصارى الذين افترقوا على أكثر من سبعين فرقة،
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن متابعتهم في نفس التفرق والاختلاف، مع أنه
صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنَّ أمَّتَه سَتَفْتَرِق على ثَلاثٍ وَسَبْعِين فرقة ([1]).
****
يعني: أنَّ من جملة ما نهانا
الله أن نتشبّه بالكفار في تفرقهم واختلافهم، فإنهم تفرَّقوا: فافترقت اليهود على
إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وذلك كله بسبب اتِّباع
الأهواء، وما كان لهم أن يفترقوا لو تمسّكوا بالتوراة والإنجيل، قال الله عز وجل
محذّرًا هذه الأمة من التشبّه بأعدائها: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ
مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ﴾ [آل عمران: 105]، وأنتم أيها المسلمون قد جاءتكم
البيّنات، يعني: القرآن الكريم والسُّنة النبوية، فلا تتفرقوا تبعًا للأهواء
والرغبات والعصبيات، وإنما كونوا أمةً واحدة، قال سبحانه: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92] والله
جل وعلا يريـد لنا الاجتماع والوحدة والقوة، فقال سبحانه: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْ﴾ [آل عمران: 103] والتفرق والاختلاف شر مستطير.
ولكن مع كل هذا التحذير من الله عز وجل من التشبّه باليهود والنصارى في تفرقهم واختلافهم واتّباعهم الهوى، إلاّ أنَّ طوائف من الأمة أبت إلاّ المشابهة والمضاهاة لهم، وذلك بعد أن قامت عليهم الحُجّة والبرهان، فأي عذرٍ لهم بعد ذلك.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد