ثم إنَّ
الصّراط المستقيم هو أمورٌ باطنةٌ في القلـب من اعتقاداتٍ وإراداتٍ وغير ذلك،
وأمور ظاهرة من أقوالٍ وأفعال، قد تكون عبادات، وقد تكون أيضًا عادات في الطعام
واللباس والنكاح والمسكن والاجتـماع والافتراق، والسفر والإقامة والركوب وغير ذلك.
****
قوله: «ثم إنَّ
الصراط المستقيم...» الصراط المستقيم: هو ما جاء به رسول الله صلى
الله عليه وسلم من هذا الدين، وهذا الدين فيه أعمال ظاهرة، وأعمال باطنة، أمّا
الأعمال الباطنة: فهي ما يكون في القلوب من الاعتقاد الصحيح والإيمان الصادق،
والخوف من الله، والخشية منه، ومحبَّة الله سبحانه وتعالى فهذه من أعمال القلوب،
أو يكون ظاهرًا على اللسان، وذلك بالكلام الطيب والذكر، وتلاوة القرآن، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، والكلام الطيب مع الناس، أو يكون بالجوارح كالصلاة
والصيام والجهاد في سبيل الله، أو يكون بالأموال كالزكاة والصدقات التطوعية،
والتبرّعات الخيرية، فإنَّ هذا الدين شامل - ولله الحمد - لكلِّ خصال الخير من
واجبٍ ومستحب، ومن عملٍ ظاهرٍ وباطن.
قوله: «قد تكون عبادات
وقد تكون عادات...» يعني: أنَّ الغرض من بيان الصراط المستقيم، هو ما
كان في أمر العبادات، أما ما كان في العادات، فهذا من المباحات.
والمباح: هو ما تساوى طرفاه، فلا يُثاب فاعله، ولا يُعاقب تاركه، ومثال ذلك المشي والنوم والركوب ولبس الثياب، وأكل الطعام
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد