قال عَديُّ بن
حاتم رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ
فَقَالَ القَوْمُ: هَذَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ وَجِئْتُ بِغَيْرِ أَمَانٍ وَلاَ
كِتَابٍ، فَلَمَّا دُفِعْتُ إِلَيْهِ أَخَذَ بِيَدِي، وَقَدْ كَانَ قَالَ قَبْلَ
ذَلِكَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ يَدَهُ بِيَدِي»، قَالَ:
فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ وَصَبِيٌّ مَعَهَا، فَقَالاَ: إِنَّ لَنَا إِلَيْكَ
حَاجَةً. فَقَامَ مَعَهُمَا حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي
حَتَّى أَتَى بِي دَارَهُ، فَأَلْقَتْ لَهُ الوَلِيدَةُ وِسَادَةً فَجَلَسَ
عَلَيْهَا، وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،
ثُمَّ قَالَ: «مَا يُفِرُّكَ أَنْ تَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَهَلْ
تَعْلَمُ مِنْ إِلَهٍ سِوَى اللَّهِ؟». قَالَ: قُلْتُ: لاَ. قَالَ: ثُمَّ
تَكَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا يُفِرُّكَ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ
أَكْبَرُ، وَتَعْلَمُ شَيْئًا أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ:
«فَإِنَّ اليَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلاَّلٌ» قَالَ:
فَقُلْتُ: فَإِنِّي حَنِيفٌ مُسْلِمٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ تَبَسَّطَ
فَرَحًا. وذكر حديثًا طويلاً، رواه الترمذيُّ وقال: هذا حديث حسن غريب ([1])
****
هذه قصة إسلام عَديِّ بن حاتم رضي الله عنه، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالجود والكـرم، حتى ضُرب به المثل، وسمِّي الطائيَّ نسبةً لجبلِ طيِّئ المعروف، وكان سيّدًا على قومه، فلما مات صار ابنُه عَديٌّ مكانه، وأخذ السيادة على قومه، على ما كان فيهم من أمور الجاهلية، ولـمّا ذهبت جيوش الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جبل طيِّئ، ونصرهم الله، هَرَب عديٌّ إلى الشام خشيةً على نفسه، وكانت أخته في السَّبْي الذي جِيءَ به إلى المدينة، وكانت كبيرةَ السّن، حكيمةً وعاقلةً،
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد