فطلبت مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم فسمح لها
بالمقابلة، فأخبرته أنها إنما هي امرأة كبيرة السنّ ولا نفع فيها، وطلبت من الرسول
صلى الله عليه وسلم أن يَمُنَّ عليها، فمنَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأطلقها.
ثم إنها أرسلت إلى
أخيها بالشامَ تطلبُ منه أن يَقدُمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرته
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُقابِلُ السيئةَ بالسيئة، وأنَّه يعفو
ويصفح، وأذهبت الخوف الذي كان في قلب أخيها، حتى قَدِم على النبي صلى الله عليه
وسلم، فدخل على أصحابه في المسجد، فقالوا له: هذا عديُّ بن حاتم، فقام إليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيده، وذهب به إلى بيته.
وفي أثناء طريقهم
إلى منزل النبيِّ صلى الله عليه وسلم صادفتهم امرأة، ومعها صبّي، فأخذت بيد الرسول
صلى الله عليه وسلم وتنحَّت به جانبًا تسأَلُه وهو يُجيبها، فقال عَديٌّ في نفسه: إنَّ
هذا ليس بمَلِك، فإنَّ من يبلغ به هذا التواضع بأن يقفَ لامرأة ويُقبِل عليها،
ثمَّ تُوقفُه ولا يتركها حتى تقضيَ حاجتها، فإنَّ هذا ليس من شأن الملوك
وتصرُّفاتهم ولا من أخلاقهم، إنما هذه التصرُّفات من أخلاق النبوَّة.
ثم إنه ذهب معه إلى البيت، فأخذَ النبي صلى الله عليه وسلم وسادةً وأجلس عَدِيًّا عليها، تَـكرمةً له، وهذه مسألة ثانية أثّرت في نفسية عدي رضي الله عنه، ثم جرى بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم حِوار، حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيفِرُّك أَنْ تقول: لا إله إلاّ الله؟ فهل تعلم من إلهٍ سوى الله؟» قال: لا... إلى آخر ما جاء في المحاورة.
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد