ومثل هذا ما
روى أبو داود وابن ماجه، عن واثلة بن الأسقَع رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْعَصَبِيَّةُ؟ قَالَ: «أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى
الظُّلْمِ» «[1])*). وعن سُراقة بن مالك بن جُعْشُم
الـمُدْلجيِّ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خَيْرُكُمُ
الْمُدَافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ، مَا لَمْ يَأْثَمْ» ([2]) رواه أبو
داود.
وروى أبو داود
أيضًا عن جُبير بن مُطعِم رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى
عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ» ([3]).
وروى أبو داود
أيضًا عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نَصَرَ
قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الَّذِي رُدِّيَ، فَهُوَ
يُنْزَعُ بِذَنَبِهِ» ([4]».
****
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم هنا أنَّ
معنى العصبيَّـة: أن تعين قومك وأنت تعلم أنهم ظالمون؛ حميّة لبني قومك، كما
قال الشاعر:
وهل أنا إلاّ من
غزيَّة إن غوت غويت *** غويتُ وإن ترشد غزيَّة أرشدِ
وقوله: «خَيْرُكُمُ الْمُدَافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ، مَا لَمْ يَأْثَمْ» «[5]) يعني: الإنسان الذي ينصر قبيلته بأخذ الحق المشروع لها ودفع الظلم عنها، هذا أمر محمود، أما إذا كانوا هم المعتدين الظالمين، ويريد أن يدافع عنهم وعن ظلمهم، فهذا من أمور الجاهلية المنهي عنها.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5119)، وابن ماجه رقم (3949).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد