والنبي صلى الله
عليه وسلم يتبّرأ ممن دعا إلى عصبيّـة، أو قاتل على عصبيّـة، أو مات على عصبيّـة؛
لأنَّ هذا الفعل من أفعال الجاهلية المذمومة شرعًا، وفاعله أو الذي يدعو إليه يكون
فيه جاهلية، أما المسلم فإنه يدور مع الحق أينما دار، سواء كان مع قومه أو مع
غيرهم، فإن كان قومُه ظالمين فإنه يمنعهم من الظلم، وإن كانوا مظلومين فإنه ينتصر
لهم بالحق بدفع الظلم عنهم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ
هُمۡ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشورى: 39].
وقوله: «مَنْ نَصَرَ
قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، فَهُوَ كَالْبَعِيرِ...» أي: من أعان قومه
على عصبيّـة، فإنّه مثل البعـير الذي يتردّى على رأسه، ولا يتمكّن من التخلّص إلاّ
بتحريك ذنَبه، وذلك لا يخلّصه.
***
الصفحة 2 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد