م ذكر ما وَعدَ
الله به المنافقين والكفار من اللَّعنة، ومن النار، والعذاب المقيم في الآخرة،
وبإزائه ما وعد المؤمنين: من الجنة والرضوان، ومن الرحمة. ثم في ترتيب الكلمات
وألفاظها أسرارٌ كثيرة، ليس هذا موضعها. وإنما الغرض تمهيد قاعدة لما سنذكره إن
شاء الله.
وقد قيل: إنَّ
قوله تعالى: ﴿وَلَهُمۡ عَذَابٞ
مُّقِيم﴾ [المائدة: 37] إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخـرة من الآلام
النفسية غمًّا وحَزَنـًا وقسوة وظلمة قلب وجهلاً، فإنَّ للكفر والمعاصي من الآلام
العاجلة الدائمة ما الله به عليم.
****
يعني: أنَّ الله جزاهم على فعلهم
بعقوبات ثلاث وهي: النار واللعنة، والعذاب المقيم، كلُّها - والعياذ بالله -
عقوباتٌ شديدة.
قوله: «وبإزائه ما وعد
المؤمنين...» أي: وعد المؤمنين في مقابل ما وعد به المنافقين ثلاثة أمور:
الجنة والرضوان والرحمة، وشتّان بين الرحمة واللعنة، فبالرحمة: الإيواء
والتقريب، وباللعنة: الطرد والإبعاد، وبالجنة: النعيم، وبالرضوان:
الفرح والسرور.
قوله: «ثم في ترتيب
الكلمات وألفاظها...» هذا اعتذار من الشيخ رحمه الله حيث إنه لم يبيّن كل ما
تشتمل عليه الآيتان من الأسرار العظيمة، إنما ذكر ما بدى له من الإشارات، وغرضه
من هذا: التمهيد لقاعدة تحريم مشابهة أصحاب الجحيم.
قوله: «﴿وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّقِيم﴾» يُفسَّر ويُراد به: عذاب الآخرة، وقد
يُفسَّر ويراد به: ما يحصل لهم في الدنيا من ضِيق النفس، وتكدير البال، وضنك
العيش، فإنَّ المنافق دائمًا في همٍّ وغمٍّ،
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد