وقد روى أبو
حفص العُكْبري بإسناده عن بلال بن أبي حَدْرد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «تَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشَنُوا، وَانْتَعِلُوا، وَامْشُوا حُفَاةً» ([1]).
وهذا مشهور
محفوظ عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، أنَّه كتب إلى المسلمين، وسيأتي ذِكْره إن
شاء الله تعالى في كلام الخلفاء الراشدين.
****
كأن يكون لهم لباس خاص بهم كلِبْس السَّواد،
لئلا يشارك الظَّلمة في المظهر، فإذا كان هذا في الظَّلمة من المسلمين، فهو في
الكافرين وأصحاب الجحيم آكد وألزم.
وقوله: «وكره هو وغيره
تغميض العين في الصلاة...» الأصل في الصَّلاة أن يكون النظر إلى موضع السجـود،
ولا ينظر المصلي أمامه؛ لأنَّ ذلك يشغله عن صلاته، وكذلك لا يُغمض عينيه كما يفعله
بعض النَّاس، بحجة أنه لأجل الخشوع؛ لأنَّ هذا من فِعل اليهود، فإنهم يُغمضون أعينهم
في صلاتهم، ونحن منهيّون عن التّشبُّه بهم. أمَّا إذا احتاج إلى تغميض عينيه، فإنه
يباح.
قوله: «تَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشَنُوا...» التمعْدُد: نسبة إلى معدّ جدّ العرب؛ لأنَّ الله خصَّهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولأنَّهم مِن ولَدِ إسماعيل بن إبراهيم، نبيِّ الله عز وجل ولأنَّ الكتاب نزل بلُغة العرب، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ﴾ [الزخرف: 44]، أي: أن هذا القرآن فخر وشرف لك ولقومك، ﴿وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ أي: يوم القيامة تُسألون عن
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد