×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

والإسلام هو: عبادة الله بما شَرَع في كلِّ وقت بحَسْبه، فمَن اتّبع رسولاً من الرّسل، وتمسّك بشريعته في وقته فهو مسلمٌ، حتى بِعْثَةِ محمد صلى الله عليه وسلم، فكان الإسلام بعد بعثته هو ما بَعَثَ اللهُ به محمّدًا صلى الله عليه وسلم.

وأما قوله: «بدين الإسلام» والإسلامُ معناه: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

فمن لم يستسلم لله عز وجل فهو مستكبر، ومن استسلم له ولغيره فهو مشرك، والمستكبر والمشرك كلاهما في النـار، أما من استسلم وانقاد لله عز وجل، وتبرأ من الشرك وأهله فإنَّه هو المسلم الحقيقي.

وقوله: «الذي هو الصراط المستقيم» أي: أنَّ الإسلام هو الصراط المستقيم الذي لا اعوجاجَ فيه، فهو الطريق الواضح، الذي مَنْ وُفِّق لخيري الدنيا والآخرة وُفِّق لتصديق الرُّسلِ جميعًا والتمسُّك بالكتاب، والعمل بما أمر به الله، والانتهاء عمّا نَهى عنه، «هو الصراط»، أي: دين الله الذي لا يقبل من العباد غيرَه، نسألُ الله أن يَدُلّنا عليه ويثبّتنا عليه، ولهذا شُرع لنا في كل ركعة من صلاتنا أن نقول:﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الفاتحة: 6].

وهذا الصراطُ الذي أوجبَ الله علينا أن نسأَله أن يهدينا إيّاه، هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وهم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح؛ لأنَّ الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فالهدى: هو العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح.


الشرح