×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

وإمّا أميّون ليس لهم كتابٌ أصلاً، فهم يعيشون على جَهلٍ متأصِّلٍ من البداية.

وهذا ينطبق على العرب؛ لأنهم أمةٌ أميّة لا يقرؤون ولا يكتبون، وليس بأيديهم كتاب. وإنما كان المتعبِّد منهم إما أنه على بقايا من دين إبراهيم عليه السلام، وإمّا أنه متبعٌ لديانة اليهود أو النصارى، أو متبعٌ لديانة المجوس، فكانوا متفرّقين في عباداتهم، وأغلبهم ليس لهم انتسابٌ إلى دين، إنّما يعبدون الأوثان والأصنام والأشجار والأحجار، أمّة وثنيّة، فهذه حالة الأُميّين قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ [الجمعة: 2].

فالحاصلُ: أنَّ الناس قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا على دين؛ لأنَّ أهل الكتاب حرَّفوا دينهم وغيّروه وبدَّلوه، وأدخلوا فيه من الوثنيّات والشركيَّات مـا أفسدَه، والأميّـونَ ليس لهم كتـابٌ أصلاً، فهم إمّا وثنيّون مشركـون، وإمّا مقلِّدون، كما قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِير [سبأ: 44]. والبقايا الصالحة انقرضوا أو كثير منهم قبل البعثة.

هذه حالة الأميِّين قبل البعثة، أنهم كانوا يَعبدون ما يَستحسِنونه من الأصنام والأوثان.

والصنم: هو ما كان على صورة حيوان.

***


الشرح