وكتبتُ جوابًا
في ذلك لم يَحْضُرْني الساعةَ، وحَصَل بسببِ ذلك من الخير ما قدَّره الله سبحانه
وتعالى.
ثم بلغني
بآخَرَةَ أنَّ مِن الناس من استغرَبَ ذلك، واستبعده لمخالفة عادةٍ قد نشأوا
عليهـا، وتمسكوا في ذلك بعموماتٍ من إطلاقاتٍ اعتمدوا عليها.
****
الفاسدة فيشابههم
فيها، ويترك أخْذَ ما تفوَّقوا فيه في أمور الصناعة والإدارة، والحقيقة لو أنا
التزمنا بديننا الذي يحث على الأخذ بالأسباب النافعة لكُنّا أسبق إليها منهم، لكننا
تكاسلنا وهم جدّوا في طلبها، وتقدُّمهم هذا لا يَدُلُّ على فضلهم في جانب العادات
والعبادات، وإنما تقدُّمهم في هذه الأمور استدراج لهم.
قوله: «كتبت جوابًا» يُشيرُ إلى كتابٍ
كتبه مختصرًا في النهي عن التشبُّه باليهود والنصارى والأعاجم، مستندًا إلى ما في
الكتاب والسنة من الأدلة، وقد نفع الله بهذا الكتاب نفعًا عظيمًا.
وقوله: «لم يحضرني الساعة»
وذلك لأنَّ ابن تيمية رحمه الله كان كثيرَ التصنيف والتأليف، فقد كان يَكتبُ
الكتابَ أو الفتوى ويُرسِلها إلى من سألهُ أو استفتاه، ولا يُبقي عنده منها نسخة
يحتفظ بها، ولكن كان تلاميذُه والذين يسألونَهُ يَحتفِظونَ بأجوبتِه وفتاويه، فبقي
ولله الحمد الكثير منها، وهي تظهر بين الحين والآخـر من خلالِ البحث عن المخطوطات.
قوله: «بلغني بأخَرة» يعني: أخيرًا، فلقد بلغ الشيخَ أنَّ من الناس من استغرب هذه الرسالة، والسبب في ذلك أنها تُخالفُ ما أَلِفوه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد