وبإزاء ذلك
قوله في المؤمنين: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ﴾ فإنَّ
الله يعجِّل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم وغيرها، بما يجدونه من حلاوة الإيمان،
ويذوقونه من طعمه، وانشراح صدورهم للإسلام إلى غير ذلك مـن السرور بالإيمان والعلم
النافع والعمل الصالح بما لا يمكن وصفه.
****
أي: بمقابلة حال المنافقين والكفار ما ذكره في
حال المؤمنين، حيث عجَّل الله لهم الرحمة في الدنيا قبل الآخرة، بما يجدونه في
صدورهم من حلاوة الإيمان وانشراح الصدر، فهم حتى وإن كانوا فقراء لا يملكون من
حطام الدنيا شيئًا، إلاّ أنهم في قمة السعادة لما وضعه الله في قلوبهم من القناعة
والرضا؛ لأن تطلّعهم إنما هو لِما عنـد الله، فالدنيا إنما هي طريقهم إلى الآخرة.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد