والغرضُ من ذكر
هذه الأحاديث هو التنبيه من الحديث والسُّنّة على مثل ما في القرآن من قوله تعالى:
﴿وَخُضۡتُمۡ
كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ﴾ [التوبة: 69].
ومن ذلك ما روى
الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، عن أبي واقد الليثي، أنه قال: خرجنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنين ونحن حدثاء عهدٍ بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون
عندها، وينوطون بها أسلحتهم، يُقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول
الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السَّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا
قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ﴾ [الأعراف: 138]
لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَان قَبْلَكُمْ» ([1]). رواه
مالك والنسائي والترمذي، ولفظه: «لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» ([2]).
****
المقصود
بهذا الكلام: أنَّ الشيخ رحمه الله بعد أن استطرد في الكلام وسوق الأدلة، رجع
إلى أصل الكلام الذي سبق على قوله تعالى: ﴿وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ﴾﴾، وكل هذا تفسير لقوله تعالى: ﴿وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ﴾﴾ يعني: كما أنَّ الأمم التي قبلنا خاضت في عقائدها وفي
كتبها المنزّلة فسيوجد في هذه الأمة من يشابهها، وقد وقع كما ذكر الله جل وعلا.
وهذا الحديث يؤكد ما سبق أنَّ هؤلاء الصحابة لما كانوا حدثاء عهدٍ بالإسلام - لأنهم أسلموا عام الفتح قبيل غزوة حنين، وخرجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حنـين بعد الفتح مباشرة -
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد