وفرَّق أيضًا
بين معنى الاسم المطلق إذا قيل: «كافر» أو «مؤمن» وبين المعنى المطلق للاسم في
جميع موارده. كما في قوله: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» ([1]).
فقوله:
«يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» تفسير للكفار في هذا الموضع. وهؤلاء يسمون
كفارًا تسمية مقيّدة، ولا يدخلون في الاسم المطلق إذا قيل: كافر أو مؤمـن، كما أن
قـوله تعالى: ﴿خُلِقَ مِن مَّآءٖ
دَافِقٖ﴾ [الطارق: 6] سمّى
المنيّ ماء تسمية مقيّدة، ولم يدخل في الاسم المطلق، حيث قال: ﴿فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ﴾ [المائدة: 6].
ومن هذا الباب: ما أخرجاه في «الصحيحين»، عن عمرُو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا، وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَْنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟» ثُمَّ قَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ» فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ للأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَوَ قَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا، ﴿لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ﴾ [المنافقون: 8]. فَقَالَ عُمَرُ: أَلاَ نَقْتُلُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» ([2]).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد