ورواه مسلم من
حديث أبي الزُّبير، عن جابر قال: اقْتَتَلَ غُلاَمَانِ غُلاَمٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ،
وَغُلاَمٌ مِنَ الأَْنْصَارِ، فَنَادَى الْمُهَاجِرُ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ
وَنَادَى الأَْنْصَارِيُّ: يَا لَلأَْنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا هَذَا دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: لاَ يَا
رَسُولَ اللهِ إِلاَّ أَنَّ غُلاَمَيْنِ اقْتَتَلاَ فَكَسَعَ أَحَدُهُمَا
الآْخَرَ، قَالَ: «لاَ بَأْسَ لْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ
مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ، فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ وَإِنْ
كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ» ([1]».
****
من أمور الجاهلية التي نهينـا عنها، دعوى الجاهلية، كالذي ينادي باسم القبيلة أو العشيرة أو الحزب أو الجماعة، حينما يحصل التحزّب وتثور المشاكـل بين المسلمين، والواجب أن تُسوَّى الإشكالات والنزاعات بالكتاب والسُّنَّة والإصلاح؛ لأنَّ المؤمنين إخوة لا ميزة لبعضهم على بعض إلا بالتقوى، فلا أحد يترفَّع على أحد بقبيلته أو عشيرته، ومما يدلّ على نبذ العنصرية ما حصل في غزوة بني المصطلق، حينما حصلت مشادَّة بين شابين أحدهما من الأنصار والثاني من المهاجرين، فقال الأنصاري: يا للأنصار، يدعو قومه، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، مع أنَّ لفظ المهاجرين والأنصار لفظان محمودان في الكتاب والسُّنَّة، ولكن لما اعتزى كل منهما باسم جماعته من باب العصبيّـة والتفاخر على الآخر بقبيلته، فالنبي صلى الله عليه وسلم غضب عند ذلك؛ لأنه يريد من المسلمين أن يكونوا إخوة، لا يفخر بعضهم على بعض؛ لأنَّ هذا من أمور الجاهلية، وكان جهده منصبًّا على إبطال مآثر
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2584).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد