وقال الله سبحانه:
﴿قَالَ
ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾ [الكهف: 21] فكان الضَّالّون
والمغضوب عليهم يبنـون المساجـد على قـبور الأنبياء والصالحـين، وقد نـهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أمته عن ذلك في غـير موضع، حتـى وقـت مفارفته الدنيا -
بأبي هو وأمي - ثم إنَّ هذا قد ابتُلي به كثير من هذه الأمة.
****
عملهم عكس ما أرادوا، وهذا تحذير لهذه الأمة من
الرهبانية والغلوّ ومجاوزة الحدّ، لكن وللأسف فإنه وُجد في هذه الأمة من شابه
النصارى في مغالاتهم في العبادة، وإحداث عبادات لأجل التقرب إلى الله، وهي في
حقيقة الأمر تبعده عن الله؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ
عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) أي: فهو مردود
عليه، فأبعد من حيث أراد القرب، وضلَّ الطريق من حيث أراد النجاة.
ذكر الله عن الأمم السابقة أنهم كانوا يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم تعظيمًا لهم، كما جاء في قصة أصحاب الكهف، حيث إنه لـمّا عَثر عليهم أهل البلد وهم أموات في كهفهم تشاوروا ماذا يفعلون بجثثهم، فقال بعضهم: ﴿ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ﴾ وقالَ آخرون وهم ﴿ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ﴾ [الكهف: 21] أي: أنَّ الأقوياء منهم فرضوا سلطتهم على غيرهم فقالوا: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾ أي: نبني عليهم مكانًا نصلِّي فيه، تبرُّكًا بهم، فدلَّ على أنَّ البناء على القبور كان في الأمم السابقة.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد