فجوابنا: أنه ما دامت الروايات
جاءت كثيرة ومتعددة في صيام يوم بعده، وأن المقصود المخالفة، والمخالفة تحصل بصيام
يوم قبله أو يوم بعده، فالأمر في هذا هيِّن وسهل.
قوله: «إِنَّا
أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لاَ نَكْتُبُ...» ([1]). هذا الحديث فيه
مسألة مهمة جدًّا، وهي مثار نزاع بين المسلمين الآن في بداية الصيام ونهايته، وهل
يكون بالحساب الفلكي أو بالرؤية البصرية؟ ومعلوم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
عدل عن الحساب الفلكي إلى الرؤية البصرية مع وجود الحساب في وقته صلى الله عليه
وسلم، وإنما عدَلَ عنه؛ لأنَّ اليهود والنصارى يصومون على طريقة الحساب، ولا
يعملون بالرؤية، فنحن إذا صُمْنا بالحساب تشبّهنا بأهل الكتاب.
قوله: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ» يعني: غير متعلِّمة، هذا فيما مضى، وإلاّ فبعد مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم فشَا العلم والتعلم، لكنَّهم في الأصل كانوا أميين، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ [الجمعة: 2]، فزالت الأمِّيّـة ببعثته صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أحال أمته على الرؤية البصرية، وقال: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ» ([2])، وفي الرواية الثانية: «فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ» ([3])،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1913)، ومسلم رقم (1080).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد