إلى قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ﴾ [الأنفال: 73] إلى قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَهَاجَرُواْ
وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمۡ
ْ﴾ [الأنفال: 75].
فعقد سبحانه
الموالاة بين المهاجرين والأنصار، وبين من آمن من بعدهم وهاجر وجاهد إلى يوم
القيامة.
والمهاجـر: من
هجر ما نهى الله عنه، والجهاد بـاق إلى يـوم القيامة.
فكل شخص يمكن
أن يقوم به إذا تحقق فيه هذان الوصفـان، إذ كـان كثـير من النفوس اللّيّنة تميل
إلى هجر السيّئات دون الجهاد، والنفوس القوية قد تميل إلى الجهاد دون هجر السيئات،
وإنما عقد الله الموالاة لمن جمع الوصفين، وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين
آمنوا به إيمانًا صادقًا حقيقة.
وقال: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ
وَهُمۡ رَٰكِعُونَ
٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾﴾ [المائدة: 55- 56] ونظائر هذا في غير موضع من القرآن: يأمر سبحانه بموالاة المؤمنين
حقًّا - الذين هم حزبه وجنده - ويخبر أنَّ هؤلاء لا يوالون الكافرين ولا
يوادّونهم.
والموالاة
والموادّة وإن كانت متعلقة بالقلب، لكن المخالفة في الظاهر أهون على المؤمن من
مقاطعة الكافرين ومباينتهم.
ومشاركتهم في الظاهر إن لم تكن ذريعة أو سببًا قريبًا أو بعيدًا إلى نوعٍ ما من الموالاة والموادّة، فليس فيها مصلحة المقاطعة والمباينة، مع أنها تدعو إلى نوعٍ ما من المواصلة - كما توجبه الطبيعة وتدلُّ عليه العادة - ولهذا كان السّلف رضي الله عنهم يَستدلّون بهذه الآيات على ترك الاستعانة بهم في الولايات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد