والآيات في كتابِ الله نوعان: محكم ومتشابه،
والمتلقينَ لهذه الآيات صنفان:
فالصنف الأوّل: هم أهل الزيغ، وقد
يكونون أهلَ جهل، ليس عندهم إلمامٌ بالشريعة ولا بالأدلة ولا بكيفية الاستدلال
والاستنباط، ولم يدرسوا القواعد الفقهية، ولا أصول الفقه، ولم يدرسوا مصطلح الحديث،
ولم يأخذوا بالقواعد التي يسير عليها المحدِّثون، وإنما يأخذون ما لاح لهم من الأدلة
دون نظرٍ وتَمحيص ومقارنة بين الأدلة، ولا يفرِّقون من كون هذا الدليل مقيَّدًا أو
مطلقًا أو منسوخًا أو ناسخًا، وهل هو عامّ أم خاصّ؟
والصنف الثاني: هم أهل العلم
الرَّاسخون الذين يؤمنون بالكتاب كله، فيَعلمون أنَّ الـمُحكم والمتشابه كلٌّ من
عند الله فيردُّون الـمُتشابه إلى الـمُحكم، ويقيّدون الـمُطلق، ويخصِّصون العام،
ويعمَلون بالناسِخ ويتركون المنسوخ.
فالواجب الحذر ممّن
حذَّر منهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. فإذا رأيت الرجل يترك مُحكم
القرآن ويشتغل بمتشابهه، فاعلم أنه صاحب زيغ وضلال، ولقد توعَّدَ الله الذين
يقطعون ما أمر اللهُ به أن يوصل، فممّا أمر الله به أن يوصل: ردّ المتشابه إلى
المحكَم، فإنَّ الأخذ بالـمُتشابه دُون ردِّه إلى الـمُحكَمِ قطعٌ لِما أمرَ الله
به أن يوصل وزيغ وضلال.
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد