وقال الله في
صفته صلى الله عليه وسلم: ﴿وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ
ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ [الأعراف: 157] فأخبر الله سبحانه أن رسوله عليه الصلاة والسلام يضع الآصـار
والأغلال التي كانت على أهل الكتاب.
ولما دعا
المؤمنون بذلك أخبرهم الرسول أنه قد استجاب دعاءهم.
وهذا وإن كان
رفعًا للإيجاب والتحريم، فإنَّ اللهَ يحب أن يؤخذَ برخصه كما يكره أن تؤتى معصيته،
قـد صحَّ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك كان
النبي عليه الصلاة والسلام يكره مشابهة أهل الكتابين في هذه الآصار والأغلال،
وزجـر أصحابه عن التبتُّل وقال: «لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلامِ»، وأمر
بالسَّحور ونهى عن المواصلة، وقال فيما يَعيب أهل الكتابين ويحذر موافقتهم: «فتلك
بقاياهم في الصوامع»، وهذا باب واسع جدًّا.
وقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا
تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ
بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51]، وقال
سبحانه: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم
مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ ْ﴾ [المجادلة: 14] يعيب بذلك المنافقين الذين تولَّوا اليهود... إلى قوله: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ
كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ
عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم
بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ﴾ إلى قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ﴾ [المجادلة: 22]
وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد