×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

قال محمَّد بن أبي حرب: سُئل أحمد عن نَعْلٍ سِنْدِيٍّ يُخرَجُ فيه، فكرِهه للرَّجل والمرأة، وقال: إن كان للكَنيف والوضوء فلا بأس، وأكره الصَّرار، وقال: هو من زِيِّ الأعاجم. وقد سئل سعيد بن عامر عنه، فقال: سنة نبينا أحبّ إلينا من سُنَّةِ باكهن.

وقال في رواية المروذي، وقد سأله عن النَعْل السِّنْدي، فقال: أمَّا أنا فلا أستعملها، ولكن إن كان للطِّين أو المخرَج فأرجو، وأمَّا مَن أراد الزِّينة فلا.

ورأى على باب المخرَج نَعْلاً سِنْديًّا، فقال: نتشبَّه بأولاد الملوك.

وقال حرب الكرماني أيضًا: قلت لأحمد: فهذه النِّعال الغلاظ! قال: هذه السنديّة إذا كانت للوضوء، أو للكنيف، أو لموضع ضرورة، فلا بأس. وكأنه كره أن يمشي بها في الأزقَّة. قيل: فالنَّعلُ من الخشب! قال: لا بأس بها أيضًا إذا كان موضع ضرورة.

قال حرب: حدّثنا أحمد بن نصر، حدّثنا حبان بن موسى قال: سُئل ابن المبارك عن هذه النّعال الكرمانية، فلم تعجبه، وقال: أما في هذه غُنية عن تلك؟!

وروى الخلاّل عن أحمد بن إبراهيم الدَّورقي قال: سألت سعيد بن عامر عن لباس النِّعال السَّبتيَّة؟ فقال: زي نبيِّنا أحبُّ إلينا من زي باكهن ملك الهند. ولو كان في مسجد المدينة لأخرجوه من المدينة.

****

قوله: «سئل أحمد عن نعل سندي يخرج فيه...» أي: أنَّ مِن مشابهة الأعاجم كذلك لبس النِّعال المخصصة لهم، فالإمام أحمد كرِه أن يلبسه المسلم خصوصًا الصَّرار الذي له صوت، فإنَّ الغالب أنه


الشرح