من لباسهم، وهو داخل في عموم
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) وقد سُئل سعيد بن
عامر عنه فقال: سُنَّه نبيِّنا أحبُّ إلينا من سُنَّة باكَهْن، وهو ملِك من ملوك
الهند الكفرة، فسنّة نبيّنا أحب إلينا من عاداتهم وتقاليدهم، والمراد بالسُّنة
هنا: الطريقة، فطريقة المسلمين أحب إلينا من طريقة أصحاب الجحيم.
وقد سمِّي بالنعل
السِّندي نِسبة إلى السِّنْد، وهي من بلاد الهند، وهي موطن الأعاجم غير المسلمين
في الأصل، وإن كان أهلُها أسلموا أخيرًا أو غالبُ أهلِها، والحمد لله، فالنَّعل
المنسوب إلى الأعاجم الأصل أن يتجنبه المسلم، لا سيّما إن كان للزينة، أمَّا إذا
استعمله للأمور الدون كدخول الحمَّام فلا بأس، وإن كان الاستغناء عنها عمومًا
أفضل، وألْيَق بالمسلم.
وقوله: «ورأى على باب
المخرج نعلاً فقال: نتشبه بأولاد الملوك» أي: رأى الإمام أحمد هذا النعل فقال:
نتشبه بأولاد الملوك. وكثيرٌ من المسلمين اليوم قد بالغ في مشابهة الكفار إلى حدّ
بعيد وذلك نتيجةً للجهل، أو عدم المبالاة، مع العلم أنَّ ذلك يجرُّ إلى ما هو
أعظمُ مِنه، ودينُنا جاء بما يغنينا عن هذا كله، فهو يكفي كل حاجيات المسلم
ومتطلباته؛ لأنه دين الفطرة، يخاطب الروح والعقل والوجدان، يُحِلُّ الطيب ويحرم
الخبيث.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد