سعيد بن عامر
الضَّبعي إمام أهل البصرة عِلْمًا ودِينًا، من شيوخ الإمام أحمد، قال يحيى بن سعيد
القطَّان - وذُكر عنده سعيد بن عامر الضبعي - قال: هو شيخ البصرة منذ أربعين سَنة،
وقال أبو مسعود بن الفرات: ما رأيت بالبصرة مثل سعيد بن عامر.
****
هذا توثيق لهذا
السَّند، فإذا ما أفتى العلماء بتحريم التشبّه بالكفار، لا يخرج علينا أشباه
العلماء فيطعنوا في سند هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث التي تحرِّم التشبُّه
بأصحاب الجحيم.
وللأسف نجد اليوم كثيرًا من أبناء المسلمين، يَدْعُون إلى التشبُّه بالكفَّار، والمشي على طريقتهم مفتخرًا بما عندهم، متنقِّصًا المسلمين، بحجَّة أنَّ الكفَّار برزوا في الصناعات والمخترعات، ويظنُّ أنَّ هذا نتيجة لما هم عليه من الكُفر والإلحاد، وأنَّ الدِّين حَجَزَنَا عن العلم والتقدم، فنحن نقول: الدِّين - ولله الحمد - هو سبب عزتنا وتقدمنا، فإنه يدفع عنا المضار ويجلب لنا المصالح، وهذه الدنيا إنما خلقها الله وسخَّرها لعباده المؤمنين، قال سبحانه: ﴿قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ﴾، وقال: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعراف: 32]، والكفـار وإن كانوا برزوا في الدنيا فإنهم قد ضيَّعوا آخرتهم، أما المسلم فإنه يعمل لدنياه وآخرته ولا تنافي بينهما، قال سبحانه: ﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ﴾ [العنكبوت: 17]، وقال: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الجمعة: 10]، وقال: ﴿فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ﴾ [الملك: 15]، فالمسلم يجمع بين المصلحتين: مصلحة الدِّين ومصلحة الدُّنيا،
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد