×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

بل قد تواتر عنه أنه قال:: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرَةً عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ([1]). وأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ اللهَ لا يَجمَعُ هذه الأمَّةَ على ضَلالةٍ ([2]) و«لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ» ([3]).

****

وقوله: «وليس هذا إخبارًا عن جميع الأمة» بل إنما يفعل هذا بعض هذه الأمة أو كثير منها، ولا تزال طائفة منهم على الحق لا تتشبه باليهود والنصارى والأعاجم كما قال صلى الله عليه وسلم:: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ» ([4]).

يعني: لا تفهم أيها السَّامع قوله صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ» ([5]) وقوله صلى الله عليه وسلم: «تَأْخُذَ أُمَّتِي مَأْخَذَ الأُْمَمِ قَبْلَهَا» «[6])أنَّ الأمة كلها ستعمل هذا العمل، وتقلّد اليهود والنصارى، لا، إنما هم بعض هذه الأمة، أو كثير منهم، ولكن لا تزال بقية باقية على الحق، لا تتحوّل عنه، ولا تتشبه باليهود ولا النصارى ولا الأعاجم، وهؤلاء هم الذين أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([7]). وأنَّ الأمة لا تجمع على ضلالة وأنَّ الله يغرس لهذا الدين غرسًا يثبتون عليه.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (195).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2167)، والحاكم رقم (397).

([3])  أخرجه: ابن ماجه رقم (8).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (195).

([5])  أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).

([6])  أخرجه: البخاري رقم (7319).

([7])  أخرجه: مسلم رقم(156)