ولفظ «الجاهلية»
قد يكون اسمًا للحال - وهو الغالب في الكتاب والسُّنّة - وقد يكون اسمًا لذي
الحال، فمن الأول: قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ: «إِنَّكَ امْرُؤٌ
فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» ([1]). وقول
عمر: «إِنِّي نَذَرْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً» ([2])، وقول
عائشة: «كَانَ النِّكَاحُ فِي الجَاهِلِيَّةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ» ([3])،
وقولهم: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ» ([4])، أي:
في حال جاهلية، أو طريقة جاهلية، أو عادة جاهلية، ونحو ذلك.
فإنّ الجاهلية
- وإن كانت في الأصل صِفة - لكنه غلب عليه الاستعمال حتى صار اسمًا، ومعناه قريب
من المصدر، وأما الثاني: فتقول: طائفة جاهلية، وشاعر جاهلي، وذلك نسبة إلى الجهل
الذي هو عدم العلم أو عدم اتباع العلم، فإن من لم يعلم الحق، فهو جاهلٌ جهلاً
بسيطًا، فإن اعتقد خلافه فهو جاهلٌ جهلاً مركّبًا.
فإن قال خـلاف الحق عالمًا بالحق أو غير عالم، فهو جاهلٌ أيضًا. كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا﴾ [الفرقان: 63]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ» ([5])
([1]) أخرجه: البخاري رقم (30)، ومسلم رقم (1661).
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد