وإن
كـانت هذه قاعدةٌ عظيمة من قواعد الشّريعةِ كثـيرةَ الشُّعَب، واصطلاحًا جامعًا من
أصولها، كثـير الفروع، لكني نبَّهت على ذلك بما يسَّر الله تعالى.
*****
إنَّ ما جاءت بهِ الشريعةُ من مُخالفةِ اليهود
والنصارى والجاهلية الأميّين والأعاجمَ، إنما هي قاعدةٌ عظيمة يحمي الله جل وعلا
بها هذا الدين، من أن تَتسلَّل إليه الانحرافات وأباطيل وبدعُ القوم، وفي هذه
القاعدةِ حِماية العقيدة بأن تبقى صافية نقيَّة من كلِّ شائبة، وهذه القاعدة
يتفرَّع منها تفريعات كثيرة، يصعبُ الإحاطة بها.
فقوله: «لكني نبَّهت
على ذلك بما يسَّر الله تعالى» يعني: أنه لم يُحط بكل ما يُتجنّب من
عِباداتِهم وأعمالِهم وأقوالِهم، فهذا شيءٌ كثير، ولكنه رحمه الله أتى بالخير
الكثير، فقعَّدَ القواعدَ ووضعَ الضّوابطَ التي هي على ضوءِ الكتاب والسنةِ، والتي
إذا ترسّمها المسلم في حياتهِ سَلم من هذه الشرور الوافدة، لا سيّما وكثيرٌ من
الناس وقَعَ بالتشبّه بهم، من حيث يدري أو لا يدري.
فكثيرٌ من ضُعفاءِ الإيمانِ، وجهّال المسلمين يَميلونَ إلى التشبّه بتلكَ الطوائف من اليهود والنصارى، مفتونين بما حصَّلوه من التقدم المدني، كالمخترعات الحديثة، والتقنيـة، والتنظيم الدقيق، فظنّوا أنهم حصّلوا هذه الأمور بسبب اعتقاداتهم، أو بسبب طريقتهم في العيش، أو أخلاقهم المنحرفة، وإنما حَصَّلوا ذلك استدراجًا لهم بمثابرتهم وجدِّهم في العمل واحترامهم للوقتِ وإتقانهِم للصنع، فهذا هو سبب نجاحهم. وللأسف فإنَّك تجد البعض يأخذُ من عاداتهم وتقاليدهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد