وقال الله
سبحانه عن النصارى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى
ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ
ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ َمَ﴾ [النساء: 171] وقال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ
ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ﴾
[المائدة: 17] إلى غير ذلك من المواضع.
****
أولاً: للردّ عليهم،
وثانيًا: لتحذير هذه الأمة أن تسلك مسلكهم، إلاّ أنه - ورغم هذا التحذير - وقع بعض
هذه الأُمة فيما وقعت فيه اليهود من وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه
وسلم؛ ليؤيدوا بها مذاهبهم الباطلة، ولكن ولله الحمد قيَّض الله للحديث حُرّاسًا
وجنودًا يحرسونه من المدسوس والمكذوب، ويفحصون متونه وأسانيده، ويضعون الضوابط
الدقيقة والشروط المحكمة التي تعرف بها الأحاديث الصحيحة من غيرها، وذلك في علم
المصطلح.
بعد أن ذكر الشيخ
جملة من صفات اليهود التي شابههم فيها بعض هذه الأمة، انتقل لبيان صفات النصارى،
وهم الطائفة الثانية من أهل الكتاب الذين بعث الله إليهم نبيَّه عيسى ابن مريم
عليه الصلاة والسلام، حيث بعثه الله بالتوراة وأنزل عليه الإنجيل مكمّلاً للتوراة
ومبيِّنًا ما فيها، وناسخًا لبعضها، ولهذا قال الله عز وجل على لسان عيسى عليه
السلام: ﴿وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ
وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بَِٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ [آل عمران: 50] فلم يؤمن به الإيمانَ الصادقَ والصحيحَ إلاّ القليل منهم،
وهؤلاء أثنى الله عليهم ومدحهم، ووعدهم بجزيل الثواب، حيث قال سبحانه: ﴿وَإِنَّ
مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ
وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ ْ﴾ [آل عمران: 199].
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد