وأما الخوض
كالذي خاضوا فروينا من حديث الثوري وغيره عن عبد الرَّحمن بنِ زيادِ بنِ أنعُم
الإفريقي، عن عبد الله بن يزيدَ، عن عبدِ الله بن عمرٍو رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بني
إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى
أُمَّهُ عَلاَنِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بني
إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي
عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً
وَاحِدَةً»، قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ
اليَوْمَ وَأَصْحَابِي». رواه أبو عيسى الترمذي ([1])،
وقال: هذا حديث غريب مُفَسَّر، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه.
****
بداية لا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ الشيخ رحمه الله بعد أن أنهى الكلام عن التشبّه بهم في الأخلاق والشهوات وطلب الدنيا والتكاثر فيها، انتقل إلى ما هو شرٌّ منه، وهو التشبُّه بهم في الخوض في العقائد، قال سبحانه: ﴿وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ﴾ [التوبة: 69] أي: في عقائدهم، فالله جل وعلا جعل العقيدة عقيدة واحدة، وهي عقيدة التوحيد باتباع الرسل عليهم الصـلاة والسلام، فهذا هو طريق النجـاة، وطريق الحق، فالعقيدة الصحيحة إنما تكون باتباع الكتاب والسُّنَّة، قال الله عز وجل: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]، فالعقيدة مبناها على التلقّي والتوقيف، فلا يُحدث فيها شيء، ولا يُضاف إليها شيء،
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد