وهذه المشابهـة
في هؤلاء بإزاء مـا وصف اللهُ به المؤمنـين من قوله: ﴿وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ُ﴾ [التوبة: 71] فإنَّ
طاعة الله ورسوله تنافي مشابهةَ الذين من قبلكم، قال سبحانه: ﴿كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا
ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي
خَاضُوٓاْۚ ا﴾ [التوبة: 69].
فالخطاب في
قوله: ﴿أَشَدَّ مِنكُمۡ
قُوَّةٗ﴾ [التوبة: 69] وقوله: ﴿فَٱسۡتَمۡتَعُواْ﴾ [التوبة: 69]، إن كان للمنافقين، كان من باب خطاب التلوين والالتفات، وهذا
انتقال من الغيبة إلى الحضور، كما في قوله: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ
٥﴾ [الفاتحة: 3- 5].
ثم حصل
الانتقال من الخطاب إلى الغيبة في قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ﴾ [التوبة: 69] وكما في قوله: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا﴾ [يونس: 22]، وقوله: ﴿وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ
أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ﴾ [الحجرات: 7] فإنَّ الضمير في قوله: ﴿أُولَئِكَ
حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾
الأظهر أنه عائدٌ إلى المستمتعين الخائضين من هذه الأمَّة، كقوله فيما بعد: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ﴾ [التوبة: 70] وإن كان الخطابُ لمجموع الأمّة المبعوث إليها، فلا يكون
الالتفات إلاّ في الموضع الثاني.
وأما قوله: ﴿فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاَقِهِمْ﴾ ففي تفسير عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن في قوله: ﴿فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاَقِهِمْ﴾ قال: بدينهم، ويُروى ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه، وروي عن ابن عباس: أي
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد