بنصيبهم من
الآخرة في الدنيا، وقال آخرون: بنصيبهم من الدنيا.
قال أهل اللغة:
«الخَلاق» هو النصيب والحظ، كأنه ما خُلق للإنسان، أي: ما قُدِّر له، كما يقال:
القَسْم لما قُسِم له، والنصيب لما نُصِب له، أي: ثبت، ومنه قوله تعالى: ﴿مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ﴾ أي: نصيب. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا
يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ» «[1]).
****
قوله تعالى: ﴿فَاسْتَمْتَعُوا
بِخَلاَقِهِمْ﴾، الخَلاق: ذكر فيه الشيخ معنيين:
قيل: معناه الدين، وقيل: معناه النصيب، كما في قوله تعالى: ﴿مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ قٍ﴾ [البقرة: 102]، يعني: من نصيب، وكلا المعنيين حـق، فإنَّ الأوّلين من الكفار والمنافقين استمتعوا بدينهم أو بنصيبهم من هذه الدنيا، فاستغلوا الدين لمصالحهم، فأهل النفاق أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر مصلحة لهم، ليستمتعوا به في الدنيا ويَسلموا من القتل والتشريد؛ لأنَّهم لو صرَّحوا بكفرهم لنالهم ما ينال الكفار الأصليين من المعاملة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ...» أي: نصيب.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (886)، ومسلم رقم (2068).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد