×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

وأنا أُشير إلى بعض أمور أهل الكتابِ والأعاجمِ التي ابتُلِيتْ بها هذه الأمة، ليتجنب المسلم الحنيفُ الانحرافَ عن الصِّراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم، أو الضالّين. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ [البقرة: 109] فذمَّ اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعِلم.

****

بعد أن ذكر الشيخ إجمالاً طريق المغضوب عليهم والضالّين شرع في البيان والتفصيل ليتجنب المسلم طريقهم، ويلزم الصراط المستقيم، وأما قوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰب المراد بأهل الكتاب: اليهود والنصارى؛ لأنَّ الله أنزل على رسلهم الكتب: التوراة والإنجيل ﴿لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا فهم يتعنّتون ويسعون جاهدين ليصرِفوا المسلمين عن دينهم إلى دين الكفر، وهم يعلمون أنَّ دين الإسلام هو الحق ولكن الدافع الذي حملهم على حسد المسلمين هو الجحود، قال سبحانه: ﴿حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم، والحسد: هو تمني زوال النعمة عن المحسود، فهم يتمنّون أن تزول نعمة الإسلام عن المسلمين، وأن يرجعوا كفارًا، فتزول عنهم هذه النعمة ﴿مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ أي: من بعد ما تبيَّن أنَّ محمدًا رسول الله، لأنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، فكفروا به حسدًا وبغيًا لما كان من غيرهم، وانظر ماذا يفعل الحسد، لقد جعل اليهود يكفرون بعد أن جاءهم الحق وعرفوه، وهذا الذي حصل لإبليس لما حسد آدم عليه السلام 


الشرح