وقال الله
سبحانه: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم
بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، ومعلوم أنَّ الكفار فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كما قال تعالى:
﴿وَلَا
تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ
ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105] قال: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ
ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ﴾ [البينة: 4]، وقال: ﴿وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا
نَصَٰرَىٰٓ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَهُمۡ فَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ
إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾ [المائدة: 14]، وقال عن اليهود: ﴿وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ
إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾ [المائدة: 64].
****
من أنواع التَّشبّه الـمذموم بالكفار:
التَّشبّه بهم في تفرُّقهم واختلافهم، لا سيّما بعد أن جاءتهم الرسل وأنزلت عليهم
الكتب؛ لأنّ الله جل وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب ليكون الناس على عقيدةٍ واحدة،
وإن اختلفت شرائع الأنبياء في الأحكام العملية، فإنَّ مؤدّاها واحد، وهو عبادة
الله وحده لا شريك له، وهو يشرّع لكلِّ أمّة ما يناسبها في وقتهـا، ثم ينسخ ذلك
بالبديل الذي يصلُح لأهل الوقت الذي هم فيه، إلى أن جاء الإسلام، فصار صالحًا لكل
زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، فإنَّ شريعة الإسلام لا تُنسخ، فهي الشريعة الباقية
إلى أن تقوم الساعة.
فالله جل وعلا يريد من عباده أن يجتمعوا على عبادته وتوحيده، وأن يعملوا بكتابه الـذي أنزله عليهم في ذلك الوقت، أما القرآن فإنَّ العمل
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد